الاثنين، يوليو 25، 2011

الدين فى تركيا من خلال بوابه تركيا


الدين

في إسطنبول تنوع ديني كبير نتيجةً لسكنها من قبل شعوب متعددة على مر التاريخ، كان لكل منها ديانته الخاصة. وعلى الرغم من هذا التنوع الديني، إلا أن الإسلام يبقى الدين الأكثر انتشارًا وقبولاً بين سكان المدينة، أما الديانات الأخرى ذات الأتباع الأقل عددًا فتشمل: المسيحية الرومية الأرثوذكسية، المسيحية الأرمنية الأرثوذكسية،الكاثوليكية الشرقية، واليهودية السفاردية. وقد تبيّن وفقًا لإحصاء من سنة 2000 أن هناك 2,691 مسجدًا مفتوحًا للعموم في المدينة، بالإضافة إلى 123 كنيسة و 26كنيسًا؛ كذلك فهناك 109 مقابر للمسلمين و 57 مقبرة لغير المسلمين. كانت بعض الأحياء والنواحي تأوي أعدادًا كبيرة من غير المسلمين من سكان إسطنبول، مثل حي "بوابة الرمال" (بالتركية: Kumkapı) الذي كان يسكنه عدد كبير من الأرمن، وحي "بلاط" ذو النسبة المرتفعة من اليهود، وحي "الفنار" الذي سكنه عدد من اليونان، وأيضًا بعض الأحياء في ناحتيّ "المرمى" و"باي أوغلو" حيث سكن عدد كبير من الشوام. أما الآن فإن قليلاً من هؤلاء السكان بقي في تلك المناطق، إذ أن كثيرًا منهم هاجر إلى خارج تركيا أو نزح إلى نواح وأقاليم أخرى. وفي بعض الأحياء، مثل حي "كوزگونسوك" يمكن رؤية كنيسة للأرمن الأرثوذكس إلى جانب كنيس، وفي الجانب المقابل من الشارع يوجد كنيسة للروم الأرثوذكس إلى جانبها مسجد.

[عدل]الإسلام

الفسحة الخارجية في مسجد السلطان أحمد.
يعتنق أغلب سكان إسطنبول الإسلام دينًا، وأكثرهم يتبعون المذهب السني، وهناك أقلية تتبع المذهب العلوي. تبين في إحصاء من سنة 2007 أن هناك 2,944 مسجدًا مفتوحًا للمصلين في المدينة.[108][109] كانت إسطنبول أخر عواصمالخلافة الإسلامية،[110] وذلك في الفترة الممتدة من سنة 1517 حتى سنة 1924،[111] وبعد أن تم حل الخلافة وإلغاء منصب الخليفة وشيخ الإسلام، نُقلت جميع الصلاحيات إلى البرلمان التركي حديث النشأة. وبتاريخ 2 سبتمبر من عام1925، مُنع إنشاء التكايا والتصوّف، إذ ارتوئي أن وجودها لا يتناسب مع مبادئ الجمهورية العلمانية الديمقراطية؛ وبشكل خاص التعليم العلماني وتحكّم الدولة بالأمور التربوية عن طريق رئاسة الشؤون الدينية.[112] مارس عدد من أتباع الصوفية معتقداتهم سرًا بعد أن أصبحت الدولة علمانية، أما اليوم فإن هذه القيود قد عادت لتصبح أكثر ارتخاءً وانضم المزيد من الناس إلى اتّباع هذا المذب الفلسفي الإسلامي، وهم يصفون أنفسهم "بالجمعيات الثقافية"، لتفادي حل تجمعاتهم.

[عدل]المسيحية

كنيسة آيا تريدا للروم الأرثوذكس في باي أوغلو.
يقع الكرسي البطريركي لبطريرك القسطنطينية، وهو الزعيم الروحي لكنيسة الروم الأرثوذكس والبطريرك الأولللكنائس الأرثوذكسية الشرقية، يقع في حي "الفنار" بالمدينة. ويتخذ من إسطنبول مقرًا أيضًا رئيس أساقفة الجالية التركية الأرثوذكسية ورئيس أساقفة الأرمن الأرثوذكس في تركيا. كانت المدينة أيضًا مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية منذالقرن الرابع، وكذلك مقر بطريرك البلغار قبل اعتراف باقي الكنائس الأرثوذكسية بصلحياته.
تغيّر نمط الحياة اليومية للمسيحيين في إسطنبول، وبشكل خاص اليونان والأرمن منهم، بعد النزاعات المريرة التي حصلت بينهم وبين الأتراك خلال عهد انحلال الدولة العثمانية، بدأً من عقد العشرينات من القرن التاسع عشر، ودامت قرابة القرن. وصلت هذه النزاعات إلى أوجها في العقد الممتد من سنة 1912 حتى سنة 1922؛ أي خلال حروب البلقان، الحرب العالمية الأولى، وحرب الاستقلال التركية، فتضائل عدد المسيحيين من 450,000 نسمة إلى 240,000 شخص من سنة1914 حتى سنة 1927.[113] يقطن اليوم ما تبقى من الأرمن واليونان في تركيا داخل إسطنبول وضواحيها بصورة رئيسية. يُقدّر عدد الأرمن في المدينة بحوالي 45,000 شخص،[114] وهذا لا يشمل الأربعين ألف أرمني الذين أتوا منأرمينيا بعد عام 1991 للعمل في إسطنبول والسكن فيها.[115] أما اليونان الذين يصل عددهم إلى 4,000 شخص حاليًا،[114] فقد كانوا يبلغون قرابة 150,000 نسمة في سنة 1924.[116] كذلك هناك حوالي 60,000 يوناني إسطنبولي يسكن اليونان حاليًا، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بجنسيتهم التركية.[114]

[عدل]اليهودية

داخل كنيس واحة السلام.
سكن اليهود السفارديون المدينة منذ ما يزيد عن 500 عام، ويعود الكثير منهم بأصله إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، إذ أن أغلبية اليهود في تلك الأنحاء نفروا إلى إسطنبول في سنة 1492، أي خلال عهد محاكم التفتيش الإسبانية، التي كانت تجبرهم على اعتناق الدين المسيحي بعد انهيار الحكم العربي في الأندلس. ففي تلك الفترة، أرسل السلطان "بايزيد الثاني" (14811512) أسطولاً ضخمًا بقيادة أمير البحر "كمال الرئيس" لإنقاذ ما تبقى من اليهود وحملهم إلى الدولة العثمانية، وكان أكثر من 200,000 يهودي قد هربوا قبل ذلك إلى مدن طنجة، الجزائر، جنوة، ومرسيليا، وفي وقت لاحق اتجهوا نحو سالونيك فإسطنبول. وسمح السلطان لأكثر من 93,000 شخص منهم بالبقاء في الأراضي العثمانية. انضمت قافلة أخرى من اليهود إلى تلك التي سبقتها، بعد أن وفدت على إسطنبول جموع يهودية جديدة قادمة من جنوب إيطاليا التي كانت خاضعة للإسبان. يتردد اليوم على الكنيس الإيطالي في غلطة أحفاد هؤلاء اليهود ذوو الأصول الإيطالية، الذين بقي منهم ما يزيد عن 20,000 نسمة في المدينة اليوم. هناك حوالي 20 كنيسًا في إسطنبول،[117] أهمها "كنيس واحة السلام" (بالتركية: Neve Şalom Sinagogu؛ وبالعبرية: בית הכנסת נווה שלום) الذي افتتح عام 1951 في ناحية باي أوغلو.[118]

ليست هناك تعليقات:

مقالات عشوائيه