السبت، أغسطس 27، 2011

يوم كئيب








يوم كئيب




صحوت من نوم عميق على صوت غليظ ينادى(ولا يا عبده) لم انتبه فى بادئ الامر وانتابنى شعور بالضيق فغفوت مجددا املا ف الراحه فعاد ذلك الصوت مره اخرى (انت يلا يا عبده) ولكن زاد فى تلك المره بعض الضربات فأذا بى التف مستيقظا من نومى وكنت سابدء بسب هذا الشخص (بس يا بارد) فما كان منى الاالذهول والصمت وتحجر هذا اللسان ف فمى

 فانه ابى يوقظنى وقد ظهر عليه بعض الضيق قائلا بلهجه يعرفها الجميع من ابائهم (يابنى هتجبلى المرض اوم عشان تروح المستشفى تجيب الدوا بتاع امك ايه قتيل نايم )فذهب النوم من عينى الى حيث رجعه وقد بدء (الارف) فهببت من نومى وقد كانت جيوش الجن تتلاعب براسى فدخلت الحمام وبدءت بغسيل وجهى حفظه الله من السوء

 وبعد ان انتهيت خرجت بقمه البرود التى عرفتها البشريه فوجدت ابى ينظر لى نظرات مريبه قد اقشعر لها بدنى فاسرعت قليلا خشيت ان اصاب باى شئ طائر فاخدت المنشفه وجففت وجهى ووضعت (الجيل) وبعد ان انتهيت ذهب لذلك الرجل صاحب النظرات القاسيه لاخد منه اموال لهذا (المشوار)فاخذت منه ما اخذت واخذت مفاتيحى وهاتفى المحمول وفتحت باب شقتنا

 وها قد بدءت المتاعب فابنه خالى (العقربه) ف وجهى قائله وهى تضع يدها ف جنبها (على فين ان شاء الله) فقولت لنفسى (يارب خدها وريحنى منها )فقولت لها وقد ارتسمت على وجهى ابتسامه نفاق (رايح اجيب دوا عمتك مش عايزه حاجه يا جميل) فردت بصوت هادئ بعض الشئ (تسلم يا عبدو) فتركتها وتابعت .

 ذهبت لموقف (الميكروباص)وركبت بالفعل وذهب الى (المترو) وانتظرت قليلا قدومه وبالفعل مرت دقائق حتى جاء الفرج فما رأيته كان صعب التصديق لا يوجد مكان لموضع قدم ف الداخل فما كان لى الا انتظار (المترو) التالى .

 جاء التالى فاستعنت بالله على ما انا فيه وقد منحنى الله القوه وبالفعل قد دخلت ونجحت فى ركوب (علبه السردين)تلك وجاءت المحطه المنشوده بالفعل وهى (غمره)فهممت للنزول تم بحمد الله النزول وما كان يفصلنى الى المستشفى الا بعض دقائق من المشى على الاقدام دخلت المستشفى فكل الامور تسير بهدوء تام 

ومكيفات الهواء تعمل بشكل جيد فقولت لنفسى (يسلام لو الجيش يمسك البلد والله هيظبطو الاداء)فذهبت لاحد الجنود وسالته (ونبى يا دفعه اصرف دا منين) رد قائلا بلهجه صعيديه (هتمشى دوغرى لحد اخر الطرجه يمين) فذهبت لما حدده لى فوجدت موظفه الشباك فمددت لها يدى بالاوراق المطلوبه فنظرت بهم قليلا وقالت لى بمنتهى الاحتقار(عايزين يتراجعوا)فقولت لها (نعم) مستغربا فشرحت لى وكان المطلوب منى هو الاتى امضاء اربعه اطباء فذهبت لاولهم فلم اصدق ما ارى اهؤلاء مرضى ينتظرون طبيب ام انا فى (فرنه عيش بشلن ساعه الضهريه) فسلمت اوراقى 

للممرضه الحسناء صاحبه الزى (الروز او البينك مش عارف) وما كان لى الا الانتظارالطويل وان كان الامر لايستحق كل هذا العناء فهو لا يفعل شئ الا ان يمضى على الورقه ولكن نحن ف بلد تقدس تعذيب مواطنيها انتظرت وانتظرت وكل مره تخرج بها الحسناء لم اسمع بها اسم عائلتى وقد لفت نظرى صوت تلك الممرضه الحسناء فكان يتمتع بنعومه بالغه وقد صار سماع اسم ابى حلما صار يلاحقنى فى واقعى وبعد حوالى ساعه ونصف من الانتظار ها قد نطقته الحسناء بالفعل فذهبت لها بابتسامه يعرفها الجميع فاخدت الاوراق ورحلت لاتابع باقى الاطباء

 فذهبت الى العياده المخصصه الى ثانى طبيب فلم اجد ما وجدته من زحام شديد ف اول مره فسبحان مغير الاحوال فدخلت العياده لم اجد الا ممرضه ف الاربعين من عمرها تضع راسها على مكتب وتسبح ف احلامها الورديه فقولت لها فى غايه الاحراج (لو سمحتى لو سمحتى) فنظرت لى وقد كانت بعض العلامات ف وجهها من النوم (نعم يا كابتن ) فقولت لها (هو الدكتور فين) 

قالتلى (الدكتور بيخلص الساعه 12) فنظرت ف ساعه يدى فوجدتها 12 وثلث فخرجت منكس الراس اجر اذيال الهزيمه والفشل ان اوفق فى اليوم التالى فقد اكتشفت ان المستشفى تغلق (عياداتها) ف الثانيه عشره ظهرا وقد اصابتنى خيبه امل كبيره ف جيشنا الحبيب الذى كنت قد رفعت له القبعه ف بادئ الامر قد خيب املى  فقد عرفت شيئا وتيقنت منه شديد التيقن ان بلدنا الحبيب الغالى قد تخلف كثيرا وسيحتاج عشرات السنين ليجارى للاسف بعض الدول العربيه المجاوره لنا وليست الاوربيه فذهبت ف طريق عودتى مستقلا الميكروباص فوصلت وبسلامه الله الى منزلنا الحبيب

 وصعدت السلم وفتحت الباب لاجد ابى ف وجهى فنظر الى فلم يجد الدواء ف يدى فقال لى (يا بنى هو انت محدش يعرف يعتمد عليك ف حاجه ) فما ان بدءت بشرح ما حدث قال ف عصبيه شديده (يلا ياض مش ناقص خوته خش هاتلى المصحف عشان عفاريت الدنيا بتطنط ف وشى ) نظرت له وسكت وقولت لنفسى (هى دى جزات اللى يعمل خير ف البلد دى ) وظلت نظرات ذلك الرجل تلاحقنى حتى اخر النهار.....................!!!!!!!!!

كتابه:عبدالرحيم احمد عزمى (عبدو.عزمى)((Abdo.Azmy












ليست هناك تعليقات:

مقالات عشوائيه